كورونا أم حوادث السير !

ارتأت الحكومة المغربية القيام بإجراءات احترازية للحد من انتشار الفيروس ونحن مع أي قرار يحمي صحة الفرد والمجتمع من توقيف للدراسة ومنع التجمعات وكان سيد هذه القرارات منع المهرجانات ومازالت أعيننا ممتدة لمهرجان موازين وإن كنا نقر أن الإعلام لعب دوره بشكل كبير في الترويج لخطورة الفيروس و أحاطت وسائل التواصل الاجتماعي بالفيروس من جميع الجوانب ما بين باحث عن الأسباب ومهتم بعدد الإصابات ومتشفي في الصين التي تؤكد أنها احتوت الوضع الآن وكأنه منزه عن البلاء وكأنه يقوم الليل ويصوم النهار وساخر بالنكت ومدعي لاكتشاف دواء فقط في مطبخ بيته!…ونحن فقط بالجمع بين الأسباب والمسببات نطرح سؤالا عريضا : مادام الهدف هو حماية المواطن من كافة الأضرار التي قد تحيط بحياته وصحته، ألم يكن ينبغي التصدي لحوادث السير بالمغرب وشن حملات توعية تشابه ما حصل مع كورونا ؟ بل وتوقيف الدراسة ولو ليوم للتحسيس بتداعيات حوادث السير التي لا تليق ولا ينبغي أن تليق ببلدنا وأخلاقنا وعراقتنا…إذ أنه بالفعل عدد قتلى حوادث السير و الجرحى والمكلومين و الإصابات والأسر التي تشرد و النساء اللواتي ترمل. ..كل هذا يستحق منا الوقوف عنده والتجند له وتسخير إعلام التفاهة الذي نتمنى أن يعفي المشاهد المغربي من سيدكوماته الحامضة خلال رمضان بسبب كورونا ،تسخيره للتوعية أو فقط يترك المواطن لحاله دون تلويث الحقل السمعي البصري للأسر المغربية التي وثقت به وخانها …
حوادث السير تضر المغاربة بشكل أسوأ فلا ينبغي التسليم بها سيما بالنظر للأسباب والمسببات والنتائج حيث نجد أنفسنا أمام معضلة حقيقية ونكتفي فقط بالإحصاء والترحم و الركوب على القدر مع العلم أن الشخص مسؤول عن قدره إذا كان سببا فيه …
فلعل كورونا يجعلنا نراجع حساباتنا ومسيرتنا ووجودنا حتى لا نصبح عبئا على أنفسنا وعلى خريطة بلدنا …
لطيفة لجوي