لوفيغارو: هكذا تفاوض بايدن وقطر سراً على إطلاق سراح “الرهائن” لدى حماس

باريس – ‘‘القدس العربي’’:

تحت عنوان: ‘‘الرهائن في غزة.. كيف تفاوض بايدن وقطر سراً على إطلاق سراحهم؟’’، قالت صحيفة ‘‘لوفيغارو’’ الفرنسية، في مقال لجورج مالبرينو، إنه على الرغم من النفي الرسمي، مع التشديد على عدم إمكانية إجراء مفاوضات مع ‘‘قتلة’’ حماس، إلا أن القادة الإسرائيليين والأمريكيين، بدعم من رجال الظل المصريين وبتشجيع من قطر، بدأوا في وقت مبكر للغاية مناقشات سرية لإطلاق سراح “الرهائن” المحتجزين لدى حركة حماس منذ الــ 7 أكتوبر/تشرين الأول المُنصرم، وتقتصر (المُناقشات) على دائرة محدودة من الناس، وانتهت إلى نتائج.

ومرة أخرى، تولت قطر، بسبب خبرتها في المجال، المسؤولية أولاً، حيث اقترحت الدوحة على الإدارة الأمريكية، تشكيل فريق من المفاوضين للعمل من أجل إطلاق سراح “الرهائن”، تضيف صحيفة ‘‘لوفيغارو’’، معتبرة أنه من الواضح أن القطريين لديهم أشياء يعهدون بها إلى حليفهم الأمريكي: ‘‘معلومات حساسة’’ تتعلق “بالرهائن” و‘‘إطلاق سراحهم المحتمل’’.. فلا أحد يعرف ما هي هذه المعلومات، ولكن بناءً على التصريحات العلنية الأولى لقادة حماس، سرعان ما زعموا أنهم يحتجزون ‘‘عددًا كافيًا من الإسرائيليين للوصول إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل”، أي حوالي سبعة آلاف بحسب السلطات في رام الله. ضمنياً – تواصل ‘‘لوفيغارو’’ – هناك شيء يجب طحنه وحماس تريد التفاوض. ولكن يجب الحفاظ على السرية حول هذه المحادثات، التي تعتبر كلاسيكية وغير صحيحة سياسياً نظراً للصدمة التي أحدثها هجوم الحركة الفلسطينية في إسرائيل.

‘‘التفكير في الرهائن الآخرين’’

وتابعت ‘‘لوفيغارو’’ القول إن قطر دعت إلى إنشاء ‘‘خلية’’ أمريكية، وهي فريق صغير يعمل بالتشاور مع الإسرائيليين. وطلب رئيس مجلس الأمن القومي، جيك سوليفان، من الدبلوماسي وخبير شؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، وكذلك جوش جيلتزر، أحد معاونيه، تشكيل هذه الخلية السرية، وكان بريت ماكغورك يوميًا عبر الهاتف مع رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي يثق به الأخير.

وقد أثبت الوزير القطري نفسه مع الأمريكيين من خلال العمل مؤخراً على حل مشكلة تبادل محتجزين آخرين، هذه المرة بين إيران والولايات المتحدة. وينقل رئيس الوزراء القطري الرسائل الأمريكية إلى خالد مشعل وإسماعيل هنية، قياديي الجناح السياسي لحركة حماس، ومقره الدوحة. ويقوم الأخيران، بدورهما، بالاتصال بالجنود المتحصنين الذين لا يعرف مكانهم في قطاع غزة. وفي الاتجاه المعاكس، يقدم ماكغورك تقاريره إلى رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي، توضح ‘‘لوفيغارو’’.

مع مرور الأيام، أجل بنيامين نتنياهو العملية البرية في قطاع غزة، تحت ضغط أمريكي. وكانت مسألة “الرهائن” محور المناقشات بين جو بايدن وبنيامين نتنياهو في 18 أكتوبر/ تشرين الأول. فعلى الرغم من الموافقة على الرد العسكري الإسرائيلي، إلا أنه خلف الكواليس، ظلت الولايات المتحدة تشن حملة قوية لضمان عودة “الرهائن” إلى قمة الأولويات الإسرائيلية، تقول ‘‘لوفيغارو’’، مضيفة أنه بعد هذا الاتصال الهاتفي بيومين، أي يوم الــ20 أكتوبر/ تشرين الأول، وفي إشارة موجهة إلى جو بايدن، وافقت حماس على إطلاق “رهينتين أمريكيتين” أسيرات دون تعويض معروف حتى الآن. وشكل ذلك دليلاً على نجاح المقاربة القطرية الأمريكية، وهو ما زاد من ثقة جو بايدن في عملية التفاوض السرية، لا سيما وأن حماس أطلقت سراح إسرائيليين من “الرهائن” لديها في الـ 23 أكتوبر/ تشرين الأول.

وتابعت ‘‘لوفيغارو’’ موضحة أن هناك تفصيلاً مهماً لن يلاحظه أحد ويتمثل في عدم تحدث “الرهينتين” الأمريكيتين السابقتين إلى الصحافة، احترامًا لتعليمات محتملة من المسؤولين الأمريكيين، تقوم على ‘‘التفكير في الرهائن الآخرين’’، وهو ما يتطلب العمل بألا يعرقل أي شيء المفاوضات الدقيقة الجارية بهدف زيادة عدد عمليات الإفراج، والتي تعتبر الطريقة الوحيدة، كما يريد جو بايدن أن يعتقد، لوقف القصف الإسرائيلي، الذي يتسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين الفلسطينيين.

دليل على الحياة

ومضت ‘‘لوفيغارو’’ موضحة أنه في الــ 24 أكتوبر/تشرين الأول، وبينما كانت إسرائيل تستعد لشن هجومها البري، أبلغت حماس الأمريكيين أنها وافقت على معايير ‘‘الصفقة’’ التي أعلن عنها يوم أمس الأربعاء: إطلاق سراح النساء والأطفال، مما قد يؤدي إلى توقف وتأجيل العملية العسكرية على الأرض. لكن الحركة الفلسطينية ظلت مترددة في تقديم دليل على حياة “الرهائن” الذين يمكن إطلاق سراحهم، موضحة أنه طالما لم تتم ملاحظة توقف القتال، فلن يتم التمكن من التعرف عليهم بوضوح. وقد صادقت واشنطن على العملية البرية الإسرائيلية التي تقتصر على شمال قطاع غزة، بينما واصلت حماس سعيها إلى شق طريقها بالقوة، وهو تكتيك اعتيادي إلى حد ما في نهاية المفاوضات بشأن إطلاق سراح “الرهائن”، تقول ‘‘لوفيغارو’’.

وخُصصت الأسابيع التالية للحصول على ضمانات من حماس: عدد “الرهائن” المفرج عنهم، وقائمة شاملة بأسماء “الرهائن” المعنيين، وتقديم دلائل، تنقلها قطر، على أنهم على قيد الحياة، وضمانات خروجهم من غزة. لكن حماس ظلت تتمسك برفض الخوض في التفاصيل بشأن هوية “الرهائن”. ليشدد الرئيس الأمريكي في مكالمة مع أمير قطر على أنه ‘‘بدون أسماء “الرهائن” الخمسين المفرج عنهم، وبدون جنسيتهم وأعمارهم وجنسهم، ستتوقف المفاوضات’’. وبعد وقت قصير من مكالمة جو بايدن هذه، امتثلت حماس، تقول ‘‘لوفيغارو’’ دائماً.

وفي الـ 14 نوفمبر/تشرين الثاني، شرح جو بايدن عبر الهاتف تفاصيل الاتفاق لبنيامين نتنياهو، الذي قبله، توضح ‘‘لوفيغارو’’، لكن الأمر لا يخلو من صعوبة، حسبما نقلت وكالة رويترز للأنباء. قال له بريت ماكغورك وهو يمسك بذراع بنيامين نتنياهو: “نحن بحاجة إلى هذه الصفقة”. وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني، عُقد اجتماع أخير في الدوحة بين بيل بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية، ورئيس الموساد ديفيد بارنيا، لتسوية التفاصيل اللوجستية. وفي مصر، تأكد بريت ماكغورك مع رئيس المخابرات عباس كامل من أن قادة حماس في غزة سيصدقون على الاتفاق، توضح الصحيفة الفرنسية.

ANAHDA TV