ماذا يحدث للجسم عندما نأكل بسرعة

لندن ـ وكالات ـ «القدس العربي»: سلطت دراسات عديدة الضوء على أهمية تناول طعام صحي للتمتع بصحة جيدة. ويبدو أن تناول طعام صحي من عدمه ليس وحده أمرا كافيا بل أيضا طريقة تناوله.

وتناول الطعام من الأمور الضرورية التي يتشارك فيها كل سكان الكرة الأرضية. ويزود الطعام بمختلف أشكاله كل ما يحتاجه جسم الإنسان من طاقة، من أجل القيام بمهامه اليومية، والبقاء على قيد الحياة.
وتختلف طريقة تناول الطعام من شخص لآخر. فهناك من يأخذ كامل وقته في تناول طعامه سواء أكان وحيدا أو مع آشخاص آخرين. بينما يفضل البعض الآخر أكل طعامه بسرعة كبيرة.
ويبدو أن تناول الطعام وحده لا يكفي للتزود بالطاقة، والحفاظ على الصحة بل أيضا طريقة تناوله، والتي قد تتسب في انعكاسات خطيرة على الصحة إن لم تكن بالطريقة المناسبة.
ففي دراسة صادرة عن جامعة «هيروشيما» اليابانية قسّم خبراء مجموعة من المشاركين إلى ثلاث مجموعات. واحدة تأكل الطعام بسرعة، وواحدة بطريقة بطيئة والأخيرة بطريقة طبيعية، من أجل معرفة تأثير طريقة تناول الطعام على الإنسان.
وفي البداية، لم تظهر أعراض المرض أو الضعف على أي من المجموعات، بيد أنه بعد مرور خمس سنوات لاحظ الخبراء أن الأشخاص الذين يأكلون الطعام بسرعة كانوا أكثر عرضة بنسبة 89 في المئة لارتفاع ضغط الدم، والوزن الزائد، ومقاومة الأنسولين واضطراب الدهون.
وأوضحت الدراسة اليابانية أن الأشخاص الذين يأكلون الطعام بسرعة يعانون من زيادة في الوزن، لأن الشخص الذي يأكل بسرعة لا يشعر بالشبع، وبالتالي يأكل الطعام أكثر مما ينبغي عليه أكله.
ولفتت الدراسة إلى أن الحفاظ على صحة جيدة والتمتع بقوام جيد لا يرتبطان فقط بما يتم تناوله، لكن أيضا بمدى سرعة تناوله.
وقال المشرف على الدراسة الدكتور تاكايوكي ياماجي «عندما يأكل الناس بسرعة، فإنهم عادة لا يشعرون بالشبع ومن المرجح أن يتناولوا كميات زائدة من الطعام». وأضاف: «تناول الطعام بسرعة يسبب تقلبات أكبر في مستوى الغلوكوز، مما يمكن أن يؤدي إلى مقاومة الأنسولين».
وتابع نفس المتحدث: «تناول الطعام ببطء قد يكون تغييرًا حيويًا في نمط الحياة للمساعدة في منع متلازمة التمثيل الغذائي» حسب ما أشار إليه موقع صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

الأكل بطريقة صحية

من جهة أخرى يمكن إتباع بعض الخطوات البسيطة والفعالة من أجل الأكل بطريقة صحية وطبيعية، وبعيدة كل البعد عن الأكل بسرعة. ومن بين هذه الخطوات تدريب نفسك على تناول الطعام بوعي وانتباه، إذ يمكن أن تخصص وقتا ثابثا لتناول الطعام (20 دقيقة على الأقل).
وخلال هذا الوقت ابتعد عن الهاتف المحمول ودع التلفزيون مُغلقا. كما يُفضل أن تتجنب أكل الطعام وأنت واقف، بل اجلس بشكل مريح وامنح جسمك شعورا بالهدوء والاسترخاء.
أيضا، تناول قضمات صغيرة من الطعام وامضغها بشكل مثالي، حيث تساعد هذه الطريقة على تناول الطعام بشكل صحي ولفترة أطول. كما يمكن أكل الطعام في أطباق صغيرة، وتساعد هذه الطريقة على عدم الإفراط في تناول الطعام.
وتطرقت دراسات وأبحاث سابقة إلى الضرر الذي يسببه الأكل السريع على جسم الإنسان وخاصة على المعدة والمزاج بشكل عام والسمنة، إذ قالت إنه، يستغرق الجسم حوالي 30 دقيقة ليدرك أنه لم يعد جائعا بغض النظر عن المدة التي تقضيها في تناول ما في طبقك. وتجري هذه العملية بفضل الهرمونات في الأمعاء الدقيقة، التي تنشط وتبعث رسالة إلى منطقة ما تحت المهاد، وهو الجزء الذي يتحكم في عملية الشبع.
لذلك إذا كنت بحاجة إلى عشر دقائق لإنهاء وجبتك، فستظل جائعا خلال الدقائق العشرين المتبقية من العملية. ونتيجة لذلك ستستمر في تناول الطعام.
وستكون آلام المعدة إحدى النتائج الرئيسية لتناولك الطعام بسرعة. ولتجنب هذه الانزعاجات، من المستحسن أخذ استراحة أثناء الوجبة.
وأضافت أن نوعية حياتنا تعتمد بشكل مباشر على طريقة تناولنا الطعام، وأيضا على كيفية هضمه. حيث توجد 10في المئة من الخلايا العصبية في الأمعاء، وهي العنصر الرئيسي في الهضم. من الواضح أن هذا العضو على صلة مباشرة بالدماغ. إذا أكلنا بسرعة كبيرة، ستلاحظ الأمعاء ذلك، وترسل رسالة إلى الدماغ، وسيجعل الدماغ مزاجنا مضطربا.
والدليل على ذلك أننا نشعر بالهدوء بعد تناول الطعام بشكل صحيح وببطء.
ويظهر الشعور بالشبع بعد حوالي نصف ساعة من بدء الأكل. إذا تناولت وجبتك بسرعة فلن تشعر بالشبع وستستمر في تناول الطعام. وتتمثل عواقب ذلك في زيادة الوزن وبالتالي السمنة.
ANAHDA INTERNATIONAL TV