مجرد رأي خذ به…أو لا تأخذ !!

النهضة : حلوي عبد الرحمان

 

لا شك أن الكل يريد أن يحسن من المستوى الاقتصادي و الثقافي و الاجتماعي للوطن ، و الاختلاف يكمن في الطريقة المتبعة ، فكل شخص يرى طريقته أكثر نجاعة من الأخر و هذا محمود لان سنّة الحياة قائمة على الاختلاف ، إن كان الهدف هو الغيرة و حب الخير للبلاد و العباد ، و هذا لا يعفي المتحكم في المشهد السياسي و في زمام الأمور من الاستماع إلى الطرف الثاني الشريك في الوطن و لو على سبيل الاستئناس و أخد العبر, فسياسة صم الأذان و إغلاق الأبواب في وجه كل من خالفنا الرأي تؤدي صاحبها أكثر مما تؤدي المعارض أو المخالف و التاريخ مليء بالعبر لأشخاص استبدوا بآرائهم و أقصوا باقي المكونات ، خصوصا إذا كان المطلب شعبي و عليه إجماع من كافة الطبقات الاجتماعية ولو كلف كبير الوزراء نفسه و أخد بعض الوقت و استشار أهل الاختصاص في بعض الأمور   لحد من هذا الاحتقان الاجتماعي الذي بدأ يزداد يوم بعد ، يوم يقول أحد الحكماء ” أن الاستشارة تفيد المستشير عقلا يزيده إلى عقله و هداية يجمعها مع هدايته كما يزيد النهر ماء بما يمده من أنهار”.

ما نلاحظه اليوم في الساحة السياسية الوطنية عبارة عن استبداد بعض الأطراف السياسية بالمشهد الوطني و تقرير بعض الأمور المصيرية لأبناء الوطن بفرض سياسة الأمر الواقع و عدم الإكثرات بالمطالب الجماهيرية الرافضة لهذه القرارات التي اعتبرت قرارات فردية تصب في اتجاه عودة الزعامات السياسية الأحادية المهيمنة و المسيطرة دون حسيب أو رقيب ، ولكن أذكر الغير مبالين بالمطالب الشعبية بدودة القز فكلما زادت على نفسها نسجا زادت من الهلاك قربا.

و من هذه الأمور ما بات يعرف بملف الاساتدة المتدربين ، حيث لاحظ الجميع استئساد الحكومة في شخص رئيسها على طائفة من أبناء الشعب المثقف الواعي و عدم الاكثرات بمطالبهم العادلة المتمثلة في حق التوظيف فعوض الاستجابة إلى مطالبهم التي أجمعت عليها جميع الفرق النيابية بمجلس النواب في الأغلبية و المعارضة يقابلون بالعصي و الهراوات و تهشيم الرؤوس كأنهم ليسوا من أبناء هذا الوطن.

فعوض أن تساهم هذه الحكومة الرشيدة في توحيد جميع أطياف الشعب اختارت مسار ضدا على رغبة الأغلبية التي اصطفت إلى جانب الاساتذة المتدربين فلا يعقل أن يمروا من ثلاث مراحل ( الانتقاء الأولي – الاختبار الكتابي –  الاختبار الشفوي ) و بعد سنة من التكوين و الجهد و الأمل يعاود اختبارهم من أجل التوظيف ،  كل هذا بداعي النهوض بالمنظومة التعليمية وهذا سبب واهي و مردود عليه .

فرئيس الحكومة بهذا القرار  و غيره من القرارات المتخذة  يرضخ لمطالب صندوق النقد الدولي الاستعمارية و المتمثلة قي تقليص الإنفاق العام والتحكم بمصاريف القطاع العام ووقف التوظيف إلا للضرورة، بهدف تحقيق نمو أعلى و ضرورة إصلاح أنظمة التقاعد ورفع الدعم عن الأسعار و هذا عكس ما كان ينادي به قبل تسلمه قيادة السفينة الحكومية ، فالمغاربة كانوا يأملون منه تخليصهم من الهيمنة الاستعمارية الجديدة .

بالرجوع إلى قطاع التعليم أوجه بضعة أسئلة للأخ بنكيران هل لنهوض بهذه المنظومة المشؤومة  نتوجه إلى الحائط القصير دائما ؟ هل الفاعل الوحيد في هذه المنظومة هم الأساتذة ؟ ألا يوجد غيرهم؟ لماذا لا تجري الحكومة مباراة لتوظيف السادة الوزراء و الكتاب العامون و و و الذين لهم الدور الأساسي في فشل و تراجع مستوى التعليم بالمغرب ” طاحت الصومعة علقو الحجام” اتقوا الله في أنفسكم و اتقوا الله في أبناء الشعب و كفاكم استكبارا و أن ترك لرأيك ليس في فضلك قادحا و التراجع عن الخطأ فضيلة قال الإمام علي رضي الله عنه ” خاطر من استغنى برأيه”