مخدر البوفا .. كيف يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية وما هي عواقبه الوخيمة ؟؟؟

زادت مصالح الأمن جهودها مؤخرا لمنع تداول المخدرات والمؤثرات العقلية، ومنها مخدر “البوفا” أو “الكراك”، الذي انتشر بشكل كبير في بعض مدن المغرب، وخصوصا في الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء. فما هي خطورة هذا المخدر؟ وكيف يؤثر على صحة متعاطيه نفسيا وجسديا؟
البوفا هو مخدر مشتق من الكوكايين، يتم تحضيره بواسطة بيكاربونات الصوديوم لتحويل مسحوق الكوكايين إلى الكوكايين النقي، ويستخدم فيه أيضا مواد كيميائية أخرى مثل الأمونياك لتحويله إلى مادة تشبه بلورات الكريستال. عند تناوله بسرعة، يمتص الجسم البوفا ويصل إلى المخ في غضون 8 ثوان فقط.
ووفقا للطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، انتشر هذا المخدر بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الثمانينات وبدأت تراجعه بعد تشديد القوانين ضده، لكنه انتشر في أوروبا بعد ذلك، وأخيرا دخل السوق المغربية في السنوات الأخيرة.
وبالمقارنة مع الكوكايين، فإن البوفا أكثر قوة، حيث يمنح المتعاطي شعورا سريعا بالنشوة منذ الاستخدام الأول، لكن مفعوله ينتهي بسرعة، مما يجعل المتعاطي يسعى لتناول جرعات جديدة لاستعادة النشوة الأولى، وهذا يفسر انتشاره بين الشباب والمراهقين.
يؤثر البوفا على جسم المتعاطي بمنحه شعورا بالنشوة والثقة بالنفس، حيث يزيد إفراز الدوبامين في الدماغ، وهو مادة تسبب البهجة عند تناوله، لكن تأثيره يستمر لمدة قصيرة تتراوح من 5 إلى 10 دقائق، ثم ينخفض مستوى هذه المادة مما يسبب الاكتئاب.
وبعد ذلك، يصبح المتعاطي متعطشا لتناول جرعات أخرى للتخلص من الاكتئاب واستعادة النشوة، وهذا يجعله مدمنا على المخدر.
وبالإضافة إلى الأعراض النفسية، ينذر حمضي بأن إدمان البوفا يحمل مخاطر صحية تشمل تأثيره على ضربات القلب وضغط الدم، وتهيج العقل، ويمكن أن يسبب جلطات دماغية وتقرحات بالجسم وفقدان الشهية وتساقط الشعر والأسنان.
وعموما، يؤكد خبراء الصحة أن أعراض الإدمان على مخدر “البوفا” أو “الكراك” تشمل اكتئابا شديدا، وأفكار انتحارية، والإصابة ببعض النوبات القلبية وتضخم عضلة القلب، ويمكن أن يؤدي لحالات من الهذيان والهياج والعدوانية.
ويؤثر هذا المخدر بشكل كبير على أجهزة المتعاطي التناسلية، مما يؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية وحتى العقم.
لهذا، تعمل مصالح الأمن على مكافحة ترويج هذا المخدر بجدية، وقد سجلت العديد من القضايا المتعلقة به وتم حجز كميات كبيرة منه واعتقال العديد من المشتبه بهم.
حيث تمت الإشارة إلى أن مصالح الأمن سجلت، خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير 2020 إلى متم شهر ماي 2023، 200 قضية تتعلق بمخدر “البوفا” بالمغرب، وفق معطيات كشفها وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، في جواب على سؤال كتابي بمجلس النواب.
وأوضح الوزير، أنه تم بموجب القضايا السالفة الذكر حجز حوالي 3 كيلوغرامات من مخدر “البوفا”، وإيقاف 282 شخصا تمت إحالتهم على العدالة.
كما تمكنت مصالح ولاية أمن الدار البيضاء المختصة في مكافحة ترويج المخدرات بقطاع المدينة العتيقة، في 13 يوليوز الجاري، من توقيف 15 شخصا، من ضمنهم شخصان كانا يشكلان موضوع مذكرات بحث على الصعيد الوطني صادرة عن السلطات القضائية المختصة.
وقد أسفرت عمليات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضايا عن حجز مجموعة من جرعات مخدر “البوفا” والكوكايين، فضلا عن حجز علب من مادة بيكاربونات الصوديوم وقنينات بلاستيكية تستعمل في إعداد واستهلاك مخدر “البوفا”.
ANAHDA INTERNATIONAL TV PAR///////YOUSSEF /