معجزات مولد النبي صلى الله عليه وسلم

كان مولد النبي الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يوم الاِثنين الثاني عشر من ربيع الأول  في مكة ،في عام الفيل ،العام الذي حاول فيه أبرهة الحبشي وجيشه هدم الكعبة المشرفة ،إلى أن الله أهلكه وجنده وأرسل عليهم طيور آبابيل  ترميهم بحجارة من سجيل .

 

من بشائر نبوته صلى الله عليه وسلم يوم ولادته أن أمه السيدة آمنة رضي الله عنها ،رأت أنه خرج منها  نور أضاء لها قصور بصرها من أرض الشام ،وقالت “والله ما رأيت من حمل قط كان أخف ولا أيسر منه .وحين ولدته  كان واضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء .

 

وقالت أم عثمان بن العاص وأم عبد الرحمان بن عوف اللتان باتتا عند السيدة آمنة يوم ولادته صلى الله عليه وسلم :رأينا نورا حين الولادة أضاء لنا ما بين المشرق والمغرب “.
لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتج إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام‏‏ . وغاضت بحيرة ساوة التي كانت تسير فيها السفن وجف ماؤها.

 

ومن علامات مولده صلى الله عليه وسلم أن الشياطين رميت وقذفت بالشهب من السماء، وحُجب عنها خبر السماء كما ذكر بعض العلماء، لكن المشهور والمحفوظ أن قَذف الشياطين بالشهب عند مبعثه صلى الله عليه وسلم.

 

ومنها أن إبليس حُجب عن خبر السماء فصاح ورنَّ رَنَّةً عظيمةً كما رنَّ حين لُعن، وحين أخرج من الجنة، وحين وُلد النبي صلى الله عليه وسلم، وحين نزلت الفاتحة. ذكر ذلك الحافظ العراقي في المورد الهني عن بقي بن مَخْلَد.

 

وبعد ولادته صلى الله عليه وسلم أرسلت أمه السيدة آمنة إلى جده عبد المطلب ،تخبره بمولده فأتاه فنظر إليه وأخذه فدخل به الكعبة؛ فقام يدعو الله ويشكر له ما أعطاه ثم خرج به إلى أمه وأعاده إليها .

 

وأطلق عليه جده اسم محمد ،وهو اسم لم يكن العرب ألفوه ،فسألوه لماذا لم سمه بأسماء آبائهم ،فأجاب : أردت أن يحمده الله في السماء، وأن يحمده الخلق في الأرض .

 

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: “من كرامتي علي ربي أني ولدت مختونا ولم ير أحد سوأتي”.

 

والمستخلص من هذه البشائر والعلامات أنها  تدفع الجبابرة والوثنيين إلى التفكير فيما هم فيه من أحوال، فيتساءلون عن الأسباب التي دعت إلى ذلك لعلهم يعقلون.حيث تبشر هذه الأحداث بعصر جديد هو عصر اندحار الوثنية وزوال مظاهر السلطة الشيطانية .

 

كما تبرهن على الشأن العظيم للوليد الجديد، على أنّه ليس عادياً، بل هو خاتم الأنبياء والمرسلين .