من أمام نيابة التعليم بآسفي ….نساء ورجال التعليم….. يعلنون عن وقفات الغضب المشروع

نساء ورجال التعليم… الغضب المشروع

محمد اعويفية

ليس بالغريب رؤية هذا الإنخراط الواسع في الإضراب الوطني الذي نادت به جميع تنسيقيات التعليم يوم 24 _25_26_27 تزامنا مع إقرار وزارة بنموسى ونشرها في الجريدة الرسمية لنظامها الأساسي الجديد، حتى يصبح أمرا واقعا لا مهرب منه ولا مفر رغم أنه نظام مثقل بالعقوبات الجزرية الغليضة، وفارغ من أي تحفيز مادي أو معنوي .

هذا التكثل وهذا الإصرار، حركة جديدة، تعبير قوي من نساء ورجال التعليم في الوطن بأكمله عن نهاية مرحلة بدأت بطرد الخوف وطي صفحة النقابات المركزية ، ثم بالرفض القاطع جهارا لبعض ما جاء في هذا النظام وللمنهجية التي أريد له أن يتم بها، كما أن في هذا التكثل دعوة صريحة مستعجلة لإعادة فتح مضامين هذا المولود “المشؤوم” كما وصف والمشاركة في نقاشه لأن المضربين يعتبرون أنفسهم القواعد الأساسية المعنية أولا وأخيرا بأي إصلاح كيفما كان، دونما استهانة أو استخفاف بدورها وعلاقته المباشرة بالمجتمع وبكل القطاعات الأخرى التي تعتبر منتجة مساهمة في تنمية البلاد .

بعد استشعار الخطر ،وبعد انكشاف تراجع دور النقابات واضمحلالها صار الإضراب والمضي فيه هو الرهان الوحيد المتبقي أمام نساء ورجال التعليم، خصوصا وأن التدابير الجديدة التي جاء بها النظام الجديد لا تجد أي مساندة من أحد غير بعض القائمين على وزارة التعليم التي أخفقت هذه المرة في رسم استراتيجية واضحة المعالم، من أجل إصلاح جاد وعادل يحفظ الكرامة ويعيد الإعتبار للمدرس ويحسن مستوى عيشه، خصوصا بعد موجة الغلاء التي عرفها المغرب بعدما شكل الثالوث حكومة أخنوش .

النظام الأساسي الجديد يشكل منعرجا خطيرا في التعامل مع المدرسة العمومية وتصفيتها، إلا أن الغضب المشروع المتنامي،و الوعي بالحقوق والواجبات في ظل الوضع الراهن سيجلبان لا محالة مصاعب ومتاعب كثيرة للوزير إن استمر في نهج سياسة التضليل، و غلق قنوات الحوار الجاد في وجه ممثلي التنسيقيات التي نُصبت بشكل ديمقراطي أملا في تغيير له أثر على طريقة تدبير وصنع القرارات كبديل شرعي للشغيلة التعليمية عن نقابات متهالكة اختارت أن تفتض بكرتها حبا وطواعية .