من سبتة..

سبتة- “القدس العربي”:

استغل زعيم المعارضة المحافظة في إسبانيا ألبيرتو نوننيث فيخو زيارته إلى مدينة سبتة المحتلة يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي لينتقد السرعة في فتح الحدود مع باقي المغرب وكذلك انتقاد حكومة مدريد في التفريط فيما يعتبره سياسة التوازن تجاه الجزائر ونزاع الصحراء والميل إلى المغرب.

وأقدمت حكومتا الرباط ومدريد على فتح الحدود البرية في سبتة ومليلية الثلاثاء من الأسبوع الجاري بعد إغلاق تجاوز السنتين، وهو ما خلف ارتياحا كبيرا لدى ساكنة المدينتين وشمال المغرب وكذلك الجالية المغربية في أوروبا بحكم أن المعبرين رئيسيان لتوجه المغاربة إلى بلدهم خاصة بالسيارات.

غير أن المعارضة اليمينية كان لديها رأي آخر، حيث اختار نونييث فيخو الثلاثاء من الأسبوع الجاري ليزور سبتة ويدلي بتصريحات مثيرة. في هذا الصدد، برر زيارته بفتح الحدود في اليوم نفسه من السنة الماضية التي اقتحم فيها أكثر من عشرة آلاف مغربي هذه المدينة كرد فعل بسبب موقف مدريد من الصحراء المناهض لمقترح الحكم الذاتي واعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمغربية الصحراء.

ونقلت وكالة أوروبا برس عن زعيم المعارضة أنه لا يمكن الاحتفال الكامل بفتح الحدود لسببين، الأول وهو عدم التقدم في تطبيق التأشيرة على جميع المغاربة للدخول إلى سبتة ومليلية بمن فيهم العمال الذين ينتقلون من الحدود المتاخمة إلى سبتة ومليلية. وتابع أنه لم يتم إحراز تقدم في مراجعة جوهرية لمعاهدة شنغن، أي اعتبار سبتة ومليلية حدودا للاتحاد الأوروبي لا يمكن الدخول إليهما سوى بالتأشيرة أو بطاقة الإقامة لدول أوروبا والأوروبيين. وشدد على أن تواجده في سبتة يأتي للتأكيد على طابعهما الإسباني.

ولم يقتصر فقط على انتقاد الوضع في سبتة ومليلية بل انتقل إلى الحديث عن السياسة الخارجية للحكومة الحالية بزعامة الاشتراكي بيدرو سانتيش، حيث اعتبر أن الأخير قد خرق التوازن في السياسة الخارجية التي حافظت عليها إسبانيا لمدة عقود في العلاقات مع المغرب والجزائر والأمم المتحدة في ملف الصحراء الغربية. واتهم سانتيش بإضعاف إسبانيا خاصة في علاقاتها مع الدول المجاورة من خلال تبني هذه الدبلوماسية التي وضعت حدا للإجماع في القضايا الكبرى مثل العلاقات مع دول شمال إفريقيا.

وأصبح ألبيرتو نونييث فيخو زعيم المعارضة منذ توليه الأمانة العامة للحزب خلال مارس الماضي، وتمنحه بعض استطلاعات الرأي المركز الأول في حالة إجراء الانتخابات التشريعية حاليا. ويركز على عدد من القضايا ومنها المغرب في العلاقات الخارجية، ووصل إلى التساؤل حول تغيير رئيس الحكومة موقفه من الصحراء والعلاقة بالتجسس عليه بواسطة بيغاسوس، في تلميح إلى المغرب.

وعادة ما تكون علاقة الحزب الشعبي بالمغرب متوترة نوعا ما وشهدت مواجهات كما حدث إبان رئاسة اليميني خوسي ماريا أثنار للحكومة خاصة ملف جزيرة ثورة صيف 2002. ومن أعراف السياسة الخارجية خلال الأربعة عقود الأخيرة، هو سيادة التفاهم مع المغرب خلال تولي الحزب الاشتراكي السلطة في مدريد، ويقع العكس مع الحزب الشعبي اليميني الذي يتفاهم أكثر مع الجزائر.

ومن تقاليد المغرب الدبلوماسية استقبال القصر أو على الأقل رئاسة الحكومة المغربية زعيم المعارضة في إسبانيا لتليين المواقف وإرساء الحوار، بحكم أن زعيم المعارضة يكون مرشحا لتولي السلطة، لكن هذا التقليد غاب خلال السنوات الأخيرة. ويجهل هل سيوجه المغرب دعوة لألبيرتو فيخو لزيارة الرباط. ويبدو أن هذه التصريحات قد تحول وإرساء الحكومة المغربية حوارا مع المعارضة الإسبانية.
ANAHDA INTERNATIONAL TV