من فيض نور المصطفى قصيدة

—————
ولقد سألتُ الشعرَ هل تأتي معي ؟!
لتصيرَ في الدنيا كبدرٍ ساطعِ
فلكم عصاني إن أردتُ مسانداً
واليومَ يأتيني خلافَ توقعي
ويقولُ لي والنبضُ يرسمُ أحرُفاً
هاؤمْ بساتيني وكلَّ مزارعي
فلقد علمتُ بأن مدحَك سيدي
يا خيرَ خلقِ اللهِ أعظمُ شافعِ
كيفَ التنائي عن بِحارِ شفاعةٍ
مدحُ الحبيبِ يثيرُ موج مدامعي
أتلوهُ أوراداً وذكراً في فمي
فينيرُ وهجُ سناهُ قلبَ الخاشعِ
والله ما جادَ الزمانُ بمثلِهِ
يبقى فريداً في مكانٍ أرفعِ
هو سيدُ الدنيا وكلُّ جمالِها
والنعمةُ الكبرىَ لذي قلبٍ يعي
شوقي إلى لقياكَ أبكى مهجتي
فإذا بوجهِ النورِ يٌجري أدمعي
من سيدُ الأخلاقِ غيرُ محمدٍ ؟!
من صاحبُ البشرىَ بيومٍ مفجعِ ؟!
من فارسٌ في الحربِ يقتحمُ اللظىَ؟!
إن صالَ صالَ وإن يكرّ يُرَوّعِ
يا رفعةً جاءتْ لأحمدَ آية
تعلو السماءَ وتعلو كلَّ توقعِ
في ليلةِ المعراجِ جاوزتَ النُّهى
وسبحتَ في نورٍ بأروعِ أروعِ
فرأيتَ نور الله في فيضانِه
حتى بكيتَ له بنهرِ مدامعِ
فأتىَ إليكَ الفضلُ مِن رحمَاته
لتكونَ أعظمَ ساجدٍ أو راكعِ
وهفتْ جميعُ الأنبياءِ لنورِها
لم تستجبْ إلا لهذا البارعِ
يمضى الزمانُ بليلهِ ونهارهِ
وتظلُ وحدكَ في المقامِ الأرفعِ
صلىَ عليكَ اللهُ يا نورَ الهُدىَ
مازال حبكَ كاشفاً مَن يدعي
مازلتُ أشكو في هواكَ صبابةً
والشوقُ يسري في خلايا أضلعي
لهفي على الإيمانِ باتَ تجارةً
والناسُ بين تأخرِ وتسرعِ
يا سيدَ الكونين دمعي – أَنهُرا _
في كلِّ يومِ يختلي بي مصرعي
يا سيدَ الرسلِ الكرامِ قضيتي
أرضُ العروبةِ في أصابعِ طامعِ
والشعبُ في فوضى كأن حياتهم
دينُ بلا تقوى كعلمٍ ضائعِ
تركوا الكتابَ ولم يُقيموا سنةً
وتقطعوا قسراً كَقَطْعِ الإصبعِ
وتوزعوا شيعاً تفيض عداوةً
ما عادَ يُغْنِي شاهدُ عن سامعِ
يا ربَ هذا الكونِ تدري شكوتي
فارحمْ بفضلكَ محنتي وتوجعي
واجمعْ على حبِّ النبي شعوبَنا
يتمازجون كما عطور الجامعِ
رأيَ العيانِ أتى الجميعُ لقصعةٍ
صوتُ الغُثاءِ يهابُ صوتَ المِدْفَعِ
فامنن بفضلكَ قوةَ نعلُ بها
فلقد يأسْنا من عدوٍ مفزعِ
يا أمةَ الإسلامِ إن وجودنا
رهنٌ بعلمٍ (يحتوينا) نافعِ
[21:39, 11/04/2020] Kasid: قصيدة لشاعرة الهام عفيفي-مصر