هل انهزمت الشغيلة التعليمية أم انتصرت في معركة النظام الأساسي ؟

هل انهزمت الشغيلة التعليمية أم انتصرت في معركة النظام الأساسي ؟

بواسطة رشيد الزحاف

الشغيلة التعليمية انتصرت و عليها أن تفتخر بذلك و بما حققت .
لقد استطاعت الشغيلة التعليمية :
– أن تنفض عن نفسها كل ادعاءات الخنوع والتقاعس عن الدفاع عن نفسها و عبرت عن جاهزية كبيرة في المطالبة بحقوقها و رفض الدوس على كرامتها.
– أن توحد نفسها في تنظيمات جديدة نسجت هياكلها في ظرف وجيز و تعقد لقاءات و مجالس في مستويات متعددة و تفتح نقاشا موسعا .
– أن تنظم و تسطر ملاحم نضالية و تبدع في أشكال احتجاجية راقية و تجسد وحدة صف نضالي الى حدود بعيدة في قطاع متشعب.
– أن ترغم الوزارة والحكومة على اعادة مرسوم مصادق عليه و منشور في الجريدة الرسمية الى طاولة النقاش و التعديل مباشرة بعد دخوله حيز التنفيذ في سابقة من نوعها .
– أن تحول معالجة الملف من معالجة قطاعية تحت اشراف وزير الى معالجة حكومية بلجن وزارية تحت اشراف رئاسة الحكومة .
– أن يشكل نضالها ضغطا قويا و عامل إحراج كبير على مؤسسات الوساطة الاجتماعية التقليدية خصوصا النقابات بشكل أربك حساباتها و جعلها خاضعة لرغبتها و ساعية لاستدراك أخطائها في تدبير الملف.

– أن. تخلق نقاشا مجتمعيا حول أهمية المدرس -ة- و مكانته الاعتبارية و ضرورة صون كرامته و الاستجابة لحقوقه المشروعة انخرط فيه السياسيون و المثقفون و الحقوقيون و رجال القانون و يخلق زخما إعلاميا تجواز صيته البعد الوطني و يتحول الملف الى قضية رأي عام وطني حازت تضامن التلاميذ و أولياء أمورهم أنفسهم.

– أن تحرج الحكومة على أعين داعمي مشاريعها من المؤسسات الدولية و تظهر فشلها في تدبير قطاع حيوي أمام شعارات الاصلاحات الناجحة.
– أن ترغم الحكومة على مسارعة الزمن لعقد لقاءات و اجتماعات شبه يومية على مدار شهرين للخروج باتفاقات كلما رفضتها الشغيلة باستماتتها النضالية و اصرارها أتبعتها باتفاقات ثانية (10 …26 دجنبر …).

– أن تحقق مكاسب لا يستهان بها سواء مهنية و مادية و تسوية ملفات عالقة لم تكن لتتحقق لولا يقظتها و قوتها و حضورها في الميدان .

إنه لمن براهين الانتصار في اخر المعركة ان يسارع من يتحسس الهزيمة لاستعمال اخبث الأسلحة و آخر الذخيرة في جعل قوت أبناء و اسر مناضلي المعركة ذرعا و رهينة للمساومة و الضغط بها لانهاء المعركة من الأساليب الزائلة .

إضافة الى كل ما سبق ذكره مما حققته الشغيلة التعليمية تكون اكبر المكاسب أن جعلت من حراكها التعليمي و الاجتماعي عاملا مهما في رفع منسوب الوعي لدى شرائح المجتمع و فعالياته إزاء قضية التعليم و محورية فاعله الرئيسي المتمثل في ركيزته الاساسية ألا وهو ” الاستاذ” من جهة .
فعلىى الشغيلة ان تفخر بذلك و أن ترفع رهان جهوزية جسدها القوي ،بعد استراحة و تجاوز تعب المعركة ولملمة جراحاتها و اعادة ترتيب صفوفها و حساباتها، لتعود قوية متحدة يقظة تجاه اي معركة قادمة .
منقول