واشنطن تحث موسكو وانقرة على انهاء خلافهما حول الطائرة الروسية

تحرير : محسن راجي شهيد .

حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما روسيا وتركيا على وضع حد لخلافاتهما وخفض حدة التوتر بينهما، وذلك بعد مضي اسبوع على اسقاط الاتراك لطائرة حربية روسية بالقرب من الحدود التركية السورية.

وأكد الرئيس الامريكي عقب محادثات اجراها في باريس مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان، دعم الولايات المتحدة لما اسماه “حق تركيا في الدفاع عن نفسها وعن اجوائها.”

ولكنه أكد ايضا على ضرورة ان يخفف البلدان من حدة الخلاف بينهما.

وقال الرئيس أوباما “لدينا عدو مشترك”، وذلك في اشارة الى التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم “الدولة الاسلامية”، مضيفا “أريد أن اتأكد بأن تركيزنا يكون على ذلك العدو.”

وقال “إن تركيا حليفة لنا في حلف شمال الاطلسي، ونحن ملتزمون التزاما قويا بأمن تركيا وسيادتها. ناقشنا (مع الرئيس التركي) سبل التعاون بين تركيا وروسيا في سبيل خفض حدة التوتر بينهما والتوصل الى سبيل دبلوماسي لحل هذه القضية.”

ومن جانبه، قال الرئيس التركي للصحفيين عقب اجتماعه بالرئيس الامريكي قائلا إن حكومته ترغب في خفض التوتر وانها “مصممة على مواصلة التصدي” للتنظيم المتطرف.

ولكن الرئيس اردوغان جدد انتقاداته للغارات التي ينفذها الطيران الحربي الروسي على اهداف للمتمردين التركمان شمال غربي سوريا، وقال إن مناطق التركمان تتعرض لقصف متواصل.

وتصر موسكو من جانبها على أن الأتراك اسقطوا طائرتهم السوخوي 24 داخل المجال الجوي السوري في الـ 24 من الشهر الماضي.

ولكن الأتراك يصرون على أن الطائرة الروسية انتهكت مجالهم الجوي، وانهم حذروها مرات عديدة قبل ان يطلقوا عليها النار ويسقطوها.

ولكن روسيا تقول إن الطائرة لم تجتاز الحدود، وانها احاطت الامريكيين علما بمسارها سلفا.

وقتل في الحادث طيار روسي وانقذ الطيار الآخر، كما قتل احد عناصر مشاة البحرية الروس اثناء عملية انقاذ الطيار الثاني.

“مرتع للارهابيين”

يذكر ان روسيا حليف قوي للرئيس السوري بشار الأسد، واستهدفت الغارات التي تشنها في سوريا شتى المجموعات “المعارضة” بما فيها تنظيم “الدولة الاسلامية.”

اما تركيا، فتناصب الأسد العداء، وسبق لها ان اتهمت بالتغاضي عن تسرب الجهاديين من اراضيها الى سوريا.

يذكر ان تركيا كانت مترددة حتى قبل اشهر قليلة في لعب دور فعال في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “الدولة الاسلامية”. ولكنها قررت في آب / أغسطس الماضي السماح للتحالف باستخدام قاعدة انجرليك الجوية القريبة من الحدود السورية لضرب التنظيم.

وفرضت روسيا عقوبات على تركيا عقب اسقاط الطائرة، بما فيها قيود على استيراد المواد الغذائية وانهاء لاستثناء الاتراك من شرط الحصول على تأشيرة من اجل السفر الى روسيا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتهم الحكومة التركية يوم الاثنين باسقاط الطائرة الروسية من اجل حماية تجارتها النفطية غير القانونية مع التنظيم.

وقال الرئيس الروسي “لدينا ما يكفي من الاسباب للاعتقاد بأن قرار اسقاط طائرتنا أملته الرغبة في حماية خطوط امداد النفط الى الاراضي التركية.”

يذكر ان التنظيم المذكور يجني جزءا كبيرا من الأموال التي يحتاج اليها من بيع النفط المستخرج من الآبار التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.

ويبيع التنظيم جزءا من هذا النفط لحكومة دمشق، فيما يتولى سماسرة ووسطاء بتهريب الجزء الآخر الى تركيا. ولكن اردوغان يصر اصرارا قويا على ان حكومته لا شأن لها بهذا النشاط.

كما اتهم الرئيس الروسي تركيا بايواء “منظمات ارهابية” ناشطة “في ارجاء شتى من روسيا بما فيها شمال القوقاز.”

وكانت الحكومة الروسية قد قالت في وقت سابق إن الطائرة التي اسقطها الاتراك كانت تطارد “ارهابيين” من شمال القوقاز يعملون داخل سوريا.

يذكر ان روسيا هي ثاني اكبر شريك تجاري لتركيا، فيما زار 3 ملايين سائح روسي المنتجعات التركية في العام الماضي.

الاناضول