وسط غزو روسي وشيك مباحثات جديدة بين بوتين وماكرون وبايدن

في خضم فشل الجهود الأوروبية لتخفيف التوتر في هذا الصراع، قالت الولايات المتحدة الجمعة إن غزوا روسيا لأوكرانيا قد يحدث “في أي وقت”. ومن المنتظر أن يتحادث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  مع نظيريه الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون السبت هاتفيا لبحث الأزمة.

آلاف من الجنود في بولندا

وأعلن مسؤول كبير في البنتاغون الجمعة أن الولايات المتحدة سترسل ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى بولندا “في الأيام المقبلة” من أجل “طمأنة الحلفاء في حلف شمال الأطلسي”. وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه إن هؤلاء الجنود الذين يتمركزون حاليا في فورت براغ بولاية كارولاينا الشمالية سيغادرون قاعدتهم “في الأيام المقبلة” بناء على أمر وزير الدفاع لويد أوستن، على أن يصلوا إلى بولندا “مطلع الأسبوع المقبل”.

وسط هذه التطورات، أعلن الإليزيه الجمعة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتصل هاتفيا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين ظهر السبت للبحث في الأزمة الروسية-الأوكرانية.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الجمعة إن العلاقات بين لندن وموسكو بلغت أدنى مستوياتها، ذلك خلال لقاء مع نظيره البريطاني بن والاس.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن شويغو قوله “للأسف، مستوى تعاوننا قريب من الصفر وسيتدنى قريبا عن هذا المستوى ويصبح سلبيا، وهو أمر غير مرغوب فيه”.

كذلك، دعا الغربيين إلى التوقف عن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا التي تُعتبر لندن أحد مورديها.

فشل المفاوضات

وفشلت محادثات كثيفة في الأيام الأخيرة في إحراز تقدم نحو حل لهذه الأزمة التي يصفها الغربيون بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود.

والجمعة، قال الكرملين إن المناقشات التي جمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين الخميس سعيا لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، لم تفض إلى “أي نتيجة”.

وتنفي موسكو التي ضمت شبه جزيرة القرم عام 2014 تحضيرها لغزو أوكرانيا لكنها تشترط خفض التصعيد بمتطلبات أبرزها ضمان عدم قبول عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي، وهو طلب رفضه الغربيون.

وفيما يخيم شبح الحرب على أوروبا، يواصل قادة القارة العجوز جهودهم الدبلوماسية. وعلى خطى ماكرون، يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف الاثنين ثم بوتين الثلاثاء في موسكو.

لكن المحادثات التي جرت الخميس في برلين في إطار آلية النورماندي وجمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، أظهرت الهوة التي تفصل بين موسكو من جهة والغرب وأوكرانيا من جهة أخرى.

وأفادت مصادر قريبة من المفاوضين الفرنسيين والألمان وكالة الأنباء الفرنسية بأن المناقشات التي استمرت نحو عشر ساعات تقريبا كانت “صعبة”.

وتصر موسكو على أن تتفاوض كييف بشكل مباشر مع الانفصاليين المدعومين من روسيا الذين يقاتلون الجيش الأوكراني منذ العام 2014 في شرق البلاد، في صراع أودى حتى الآن بأكثر من 14 ألف شخص.

وترفض أوكرانيا ذلك بشكل قاطع قائلة إن موسكو هي المحاور الوحيد الذي لديه صلة وثيقة بالانفصاليين. رغم ذلك، أكدت كييف الجمعة أن “الجميع مصممون على تحقيق نتيجة” وأن المحادثات ستستمر.

انفلات الوضع

في هذا الإطار، حض الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس مواطنيه على مغادرة أوكرانيا فورا لأن “الأمور قد تتفلت بسرعة كبيرة”. لكن الحكومة الأوكرانية التي رفضت مرارا مخاوف واشنطن، سارعت إلى التقليل من مدى أهمية هذه التصريحات.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا “هذه التصريحات لا تنبع من تغيير جذري في الوضع”.

وكرر بايدن أنه لن يرسل تحت أي ظرف قوات إلى أوكرانيا، حتى من أجل إجلاء أمريكيين في حال حصول غزو روسي للبلاد