ولابد من شكوى إلى ذي مروءة*

  1. *ولابد من شكوى إلى ذي مروءة*

بث الهموم

*ولابد من شكوى إلى ذي مروءة*

بث الهموم للأهل والزملاء بالحديث معهم، والإفضاء إليهم بما في النفس، وما يشعر به المرء من آلام وصعوبات، فذلك الإفضاء يعمل على تخفيف المصيبة، والتهوين من شأنها، ويشعر المتحدث بعد هذه الفضفضة بالكثير من الراحة والطمأنينة..
بالأمس اتصل بي شخص يطلب مني مقابلته، اعتذرت في البداية لانشغالي ببعض الأمور، لكنه الح عليّ باللقاء، قابلته وبدأ يشرح بعض الأمور التي يعاني منها في حياته، ومشكلة حصلت له مؤخرًا، انصت حتى فرغ من كلامه، ثم بدأت بالتهوين وتبسيط المشكلة وأن حلها بسيط جدًا، فقط تحتاج منك إلى جهد، ثم بدأنا بحللت المشكلة وتبعاتها.

بعد الإنتهاء شكرني ودعا لي بخير، ثم قال ذهبت إلى شخص قبلك، وفي نصف كلامي اوقفني، وبدأ ينهرني متسائلًا لماذا فعلت هذه الفعله؟ خرجت من عنده بغضب شديد على سؤء كلامه، وزاد الطين بله..
ما هذا الزمن الذي تلاشت فيه علوم النشاما والفزعات وتفريج الكربات؟ ولماذ ينتهز البعض لحظة نحتاجه فيها بكثافه؟ فإذا به يرجمك باقصى العبارات والتكشير؛ وتفصيل عيوب ومثالب هي أبعد ما نحتاجه عند المشورة.

حينما تسكنك معاناه؛ أو تثقل عليك ضغوط الحياة؛ أو تمر بحالة ضعف فمن الطبيعي أن تشتكي إلى الله وتبث شكواك وهمك إلى ربك عزوجل في خلوتك، وعلى سجادتك، وفي ساعات سكون الخلق أنفع وأكثر أثرًا، كما أخبرنا الله تعالى عن حال نبيه يعقوب عليه السلام بقوله: (إِنَّمَآ أَشْكُواْ بَثِّى وَحُزْنِىٓ إِلَى ٱللَّهِ)، فهو القادر سبحانه على تبديل الأحوال..
ولكن في النفس البشرية نزعه للبوح وتفويج المشاعر التي تكاد تخنقك، فتذهب إلى صفوة الصفوة من اقربائك واصدقائك، ولكن تتفاجأ بسيل من المفردات السيئة؛ وسرد لما يظنه خطأ وذنوب ويلومك وتشعر أنه يوقد مزيدًا من التحقير والتاثيم لذاتك ثم يختم بأنك ضيقت صدره ويطلب منك الامتناع عن التشكي من أي شيء أمامه.

*ترويقة:*
اختلف الناس في نظرتهم إلى الشكوى، لكن الأكثر في ظني فيما أراه لابد من الشكوى للتفريج عن الصدر والترويح عن النفس بالبوح والشكوى لذي مروءة وحكمة، وصداقة ومودة، فهو يساعد على السلوى، ويخفف مرارة الشكوى، ويقسم الحزن على اثنين، ويفرج عن الحزن الدفين، فإن أقتل الحزن دفينة، ويمثل هؤلاء بشار بن برد الذي في يقول:
ولابُدَّ من شَكْوَى إِلى ذي مُروءَة
يُوَاسِيكَ أَوْ يُسْلِيكَ أو يَتَوَجَّع

*ومضة:*
أيها المستشار أسأل نفسك أليس بإمكانك الاعتذار عن قبول شكوى المشتكي؟ أليس بإمكانك أن تدعو الله أن يفرج همه؟ أليس بإمكانك أن تصحبه إلى مقهى أو حديقة لتنفس عنه؟ أليس بإمكانك أن تصمت وتكفيه خيرك وشرك.

*رابط:*

✒️ صَالِح الرِّيمِي

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

للأهل والزملاء بالحديث معهم، والإفضاء إليهم بما في النفس، وما يشعر به المرء من آلام وصعوبات، فذلك الإفضاء يعمل على تخفيف المصيبة، والتهوين من شأنها، ويشعر المتحدث بعد هذه الفضفضة بالكثير من الراحة والطمأنينة..
بالأمس اتصل بي شخص يطلب مني مقابلته، اعتذرت في البداية لانشغالي ببعض الأمور، لكنه الح عليّ باللقاء، قابلته وبدأ يشرح بعض الأمور التي يعاني منها في حياته، ومشكلة حصلت له مؤخرًا، انصت حتى فرغ من كلامه، ثم بدأت بالتهوين وتبسيط المشكلة وأن حلها بسيط جدًا، فقط تحتاج منك إلى جهد، ثم بدأنا بحللت المشكلة وتبعاتها.

بعد الإنتهاء شكرني ودعا لي بخير، ثم قال ذهبت إلى شخص قبلك، وفي نصف كلامي اوقفني، وبدأ ينهرني متسائلًا لماذا فعلت هذه الفعله؟ خرجت من عنده بغضب شديد على سؤء كلامه، وزاد الطين بله..
ما هذا الزمن الذي تلاشت فيه علوم النشاما والفزعات وتفريج الكربات؟ ولماذ ينتهز البعض لحظة نحتاجه فيها بكثافه؟ فإذا به يرجمك باقصى العبارات والتكشير؛ وتفصيل عيوب ومثالب هي أبعد ما نحتاجه عند المشورة.

حينما تسكنك معاناه؛ أو تثقل عليك ضغوط الحياة؛ أو تمر بحالة ضعف فمن الطبيعي أن تشتكي إلى الله وتبث شكواك وهمك إلى ربك عزوجل في خلوتك، وعلى سجادتك، وفي ساعات سكون الخلق أنفع وأكثر أثرًا، كما أخبرنا الله تعالى عن حال نبيه يعقوب عليه السلام بقوله: (إِنَّمَآ أَشْكُواْ بَثِّى وَحُزْنِىٓ إِلَى ٱللَّهِ)، فهو القادر سبحانه على تبديل الأحوال..
ولكن في النفس البشرية نزعه للبوح وتفويج المشاعر التي تكاد تخنقك، فتذهب إلى صفوة الصفوة من اقربائك واصدقائك، ولكن تتفاجأ بسيل من المفردات السيئة؛ وسرد لما يظنه خطأ وذنوب ويلومك وتشعر أنه يوقد مزيدًا من التحقير والتاثيم لذاتك ثم يختم بأنك ضيقت صدره ويطلب منك الامتناع عن التشكي من أي شيء أمامه.

*ترويقة:*
اختلف الناس في نظرتهم إلى الشكوى، لكن الأكثر في ظني فيما أراه لابد من الشكوى للتفريج عن الصدر والترويح عن النفس بالبوح والشكوى لذي مروءة وحكمة، وصداقة ومودة، فهو يساعد على السلوى، ويخفف مرارة الشكوى، ويقسم الحزن على اثنين، ويفرج عن الحزن الدفين، فإن أقتل الحزن دفينة، ويمثل هؤلاء بشار بن برد الذي في يقول:
ولابُدَّ من شَكْوَى إِلى ذي مُروءَة
يُوَاسِيكَ أَوْ يُسْلِيكَ أو يَتَوَجَّع

*ومضة:*
أيها المستشار أسأل نفسك أليس بإمكانك الاعتذار عن قبول شكوى المشتكي؟ أليس بإمكانك أن تدعو الله أن يفرج همه؟ أليس بإمكانك أن تصحبه إلى مقهى أو حديقة لتنفس عنه؟ أليس بإمكانك أن تصمت وتكفيه خيرك وشرك.

*رابط:*

✒️ صَالِح الرِّيمِي

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*