📚موعظة رمضانية📚

ANAHDA TV PAR/////OMAR

اغتنام رمضان في الأعمال الصالحة وجوب الحذر من اللسان والأخلاق المذمومة.

يا مَن تسألُ عن غُبار الطريق، وغربلَة الدقيق، وابتِلاع الرِّيق هل تُفسِدُ الصومَ أم لا؟ يا مَن احترزَ من هذه الأمور اليسيرة! احترِز من كبائر الفواحِشِ والآثام، احترِز من أكل مالِ أخيك المُسلم، وفرْيِ عِرضِه، وغشِّه وظُلمِه، وخديعَته والاحتِيال عليه. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم-: «من لم يدَع قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجةً في أن يدَعَ طعامَه وشرابَه» (أخرجه البخاري).

اتَّقوا الله بالسعي إلى مراضِيه، واجتِنابِ معاصِيه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].

هنيئًا لكم بلوغُ شهر رمضان؛ فبلوغُه نعمةٌ جليلةٌ، وإحسانٌ كبيرٌ، وعطاءٌ عظيم. وكم من طامعٍ في بلوغِه وما بلغَه، وكم من مُؤمِّلٍ إدراكَه وما أدركَه!

أين من كانوا معنا في رمضان الماضِي؟!

أين مَن كان قبلَنا أين أينَا * من أُناسٍ كانوا جمالاً وزَينًا؟!

إن دهرًا أتَى عليهم فأفنَى * منهم الجمعَ سوفَ يأتي علينا

كم رأينا من ميتٍ كان حيًّا * ووشيكًا يُرى بنا ما رأينا

ما لنَا نأمَنُ المنايا كأنَّا * لا نراهنَّ يهتَدينَ إلينا!

 

يا غافِلاً يتمادَى.. غدًا عليه يُنادَى.. حتَّامَ لا ترعوِي وتنتهِي.. حتَّام سمعُك لا يعِي لمُذكِّرٍ.. وصميمُ قلبِك لا يَلينُ لعاذِلِ.

ألم يأنِ أن تخشَع وأين التهجُّدُ * أفي سنةٍ كنَّا أم القلبُ جلمَدُ

تيقَّظ أخي واحذَر وإياك ترقُدُ * أترقدُ يا مغرُورُ والنارُ تُوقَدُ

فلا حرُّها يُطفَى ولا الجمرُ يخمُدُ

فبادِرِ الموتَ.. وحاذِرِ الفوتَ.. وحاذِر ضياعَ رمضان بين العجز والكسل، وتصرُّم ساعاته بين أجهزة اللهو والغفلة، والشرِّ والفتنة، وذهابَ أوقاته في الإثم والحُوبِ.

 

يا عبدَ الله! هذا شهرٌ يُطلَقُ فيه العَاصِي، ويُفكُّ فيه العانِي، ويُعتَقُ فيه الجانِي، ولله عُتقاءُ من النار وذلك كل ليلة.

فلا تكُن ممن أبَى.. وخرجَ رمضانُ ولم ينَل فيه الغُفرانَ والمُنَى.

هذا نسيمُ القبول هبَّ.. هذا سيلُ الخير صبَّ.. هذا الشيطانُ تبَّ.. هذا بابُ التوبةِ مفتوحٌ لمن أحبَّ. فيا باغِيَ الخيرِ! أقبِل.. ويا باغِيَ الشرِّ! أقصِر.

 

هذا شهرُ التوبة قد أناخَ بساحتِكم، ونزل بباحَتِكم، وهو عن قريبٍ راحِلٌ عنكم، شاهِدٌ لكم أو عليكم. فاعمُروا نهارَه وليلَه بما يُقرِّبُكم من رِضوانِ الله وجنَّته، ومغفرتِه ورحمتِه وكرامتِه.

 

فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: “كان رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يجتهِدُ في رمضان ما لا يجتهِدُ في غيره” (أخرجه مسلم).

 

اللهم أيقِظنا من الغفَلات، وارزُقنا التوبةَ والقبولَ في شهر الرحَمات، يا سميعُ يا كريمُ يا مُجيبَ الدعوات.

وأستغفِرُ الله فاستغفِرُوه؛ إنه كان للأوابين غفورًا.

حصِّن صيامَك بالسُّكوتِ عن الخَنَا * أطبِق على عينَيك بالأجفانِ

لا تمشِ ذا وجهَين بين الورَى * شرُّ البريَّة من له وجهانِ

أسرِعوا بالمتابِ، وأقبِلوا على الكريم الوهَّاب، فهذا زمنُ الإياب، (هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) [ص: 42].

ANAHDA TV