المسيرة الخضراء عبر ودلا لات للوطنية للشباب وللمراة

المحرر: نجيم عبدالإله

المسيرة الخضراء عبر ودلا لات

للوطنية للشباب وللمراة

 

تعتبر المسيرة الخضراء حدثا تاريخيا كبيرا ، لا بالنسبة إلى المغرب وحده ، وإنما بالنسبة إلى الإنسانية جمعاء. وإذا كانت بطولة الحرب وأعمالها المسلحة صعبة وشاقة فإن بطولة السلام وأعماله السلمية ليست هي الأخرى سهلة أو ناعمة ، فبين النضال السياسي السلمي والنضال السياسي المسلح فاصل كبير ، ولهذا يعد الانتصار بالنضال السياسي السلمـي ثمرة نفسيـة من ثمار خبرة سامية في السياسة وفي الاستراتيجية العليا ، وفي جميع شؤونها القانونية والاقتصادية والإنسانية والحضارية.

ووقوع الاختيار على تنظيم المسيرة الخضراء ، يعكس زيادة على ذلك ، الإشعاعات الدينية والصوفية والجهادية في أعماق الإنسان المغربي الذي تطوع بروح دينية ووطنية فدائية مثالية. 

إن المسيرة الخضراء حدث تاريخي من نوع استثنائي فريد ، سجلته سنة 1975 لا ليكون حدثها وحدها ، ولا ليكون حدث القرن العشرين , وإنما ليكون حدث كل عصور التاريخ ، فعلى ضوئها يستطيع الباحث أن يجد تفسيرا لكثير من أحداث التاريخ وقضاياه في مختلف العصور التاريخية. إن المسيرة الخضراء السلمية العزلاء ، كانت إذن مسيرة قوية ، لأن إرادة الشعب المغربي في كل مكان من المغرب عقدت عزمها على أن تنتصر مهما كانت التضحيات والتكاليف والجهود ، ومهما طالت مدة السير (4).

 

لقد كانت المسيرة المذكورة نقطة تحول في قضية الصحراء ، وكل ما تلاها من إجراءات ومبادرات وأحداث إنما يكون نتيجة حتمية لها ، فلولاها لما تنازلت إسبانيا عن موقفها العنيد الذي دافعت عنه بجميع الوسائل عشرين سنة ، مؤكدة دون خجل أن الصحراء جزء من ترابها ، ولأنه كيفما كان الأمر لا حق للمغرب في المطالبة بها. ولولا تلك المسيرة لما أصدر مجلس الأمن توصياته الثلاث التي أهابت بأطراف النزاع إلى اللجوء إلى المفاوضة التي تفرضها المادة 33 من ميثاق الأمم المتحدة ، ولولاها لما أرغمت إسبانيا على إبرام الاتفاق الثلاثي بمدريد الذي جعل حدا لوجود إسبانيا بالصحراء والذي اعترف صراحة  بحق المغرب ، ولولاها لما أمكن للجماعة الصحراوية أن تتوفر على حق تقرير مصير الإقليم ، وأن تصادق على رجوعه إلى الوطن الأب. 

إن المسيرة الخضراء فلسفة وأسلوب أفصح جلالة الملك الراحل الحسن الثاني – في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء لسنة 1981- عن الدروس التي يجب أن نستخلصها منه ، وهي:

 

        الدرس الأول والنتيجة القصوى ألا وهو التحام الشعب والتفاف كلمته حول هدف وطني.

        الدرس الثاني وهو التضحية إن اقتضى الحال بكل غال ونفيس.

        الدرس الثالث والأهم ، يكمن في الاستمرارية في طلب الحق

 

 

 

 

 

 

 

أربط الروح الوطنية المغربية الجياشة بكثير من المحطات التاريخية المفصلية، ولاسيما الحقبة الاستعمارية التي شكلت معالم الشخصية الوطنية في معظم دول العالم التي خضعت للاستعمار الأجنبي في فترات سابقة من التاريخ، ولكني وجدت أن الماضي القريب يلعب هو الاخر دور مؤثر في بناء الشخصية الوطنية والتأثير فيها ربما بقوة تفوق الحقبة الاستعمارية بمراحل،

أرى أن المسيرة الخضراء محطة تاريخية مفصلية في الدراسات المتخصصة المعنية بتتبع هوية الشعب المغربي وتاريخه النضالي وما يزخر به من محطات أسهمت جميعها في تأصيل الروح الوطنية وتجذرها. فالمسيرة الخضراء لم تكن خطب ولا دروس نظرية في العمل الوطني، بل ممارسة واقعية وسلوك حقيقي ترجم قيمة انسانية نبيلة هي حب الوطن، ووضعها في إطارها الذي تستحق.

 

منذ دعوة صاحب الجلالة المغفور له بإذن الله تعالى الحسن الثاني ـ طيب الله ثراه ـ إلى المسيرة الخضراء في أكتوبر عام 1975، وحتى ظهور هذا المشروع الوطني الخلاب إلى أرض الواقع في نوفمبر من الشهر التالي، جرت مياه كثيرة في وديان الوطنية المغربية، وكان الاستعداد لتلك المسيرة المظفرة، وفهم أبعادها الوطنية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتخطيطية بمنزلة غرس ضرب بجذوره في التربة الوطنية المهيأة بطبيعتها لتلقي مثل هذه الأفكار، بحكم وطنيتها وأصالتها وتاريخها النضالي العريق.

 

ولاشك أن روح المسيرة الخضراء هي أحد ركائز وأعمدة الهوية المغربية، بل الدولة المغربية ذاتها، باعتبار هذه الروح المتفجرة إحدى القيم الانسانية والوطنية التي ولدت عبر هذه المسيرة، وتحولت إلى وقة مولدة للطاقات ومحرك معنوي متجدد للعزيمة والارادة المغربية في مختلف مجالات العمل والانتاج. وهذه القوة والارادة هي التي تزود هذا البلد الشقيق بسياج واق يوفر له الحصانة والمنعة الاجتماعية والسياسية والثقافية من التأثيرات السلبية لما يدور في الجوار العربي من فوضى واضطرابات ومحاولات مستمرة لاختراق الجبهات الداخلية للدول وتفتيتها والعمل على تقسيمها وتشتيت شعوبها.

 

ـ حين ادعو إلى دراسة المسيرة الخضراء وتأثيراتها الايجابية في تعميق الهوية الوطنية المغربية،

“المسيرة الخضراء” كانت أيضا درس في التخطيط القانوني والعلمي والدبلوماسي، وانطوت على دروس وعبر بالغة في الأهمية لجهة الفعل الدبلوماسي، الذي يفوق في تأثيراته أحياناً الفعل العسكري، “المسيرة الخضراء” تعبير تاريخي فريد عن المكون الثقافي والسياسي المغربي الفريد، وهو المكون الذي يتمسك بقدر هائل من المقدرة على التواصل والاستمرار ويمتلك روح أصيلة متجددة، يجسدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رعاه الله، الذي يحرص على قيم الأصالة والعراقة ويقف عل  تاريخ بلاده جيداً، ويمتلك مهارة الربان الماهر الذي يستطيع الامساك بدفة القيادة بحكمة بالغة في أوقات الأزمات.

 

وإن أردنا الحديث عن مشاركة المرأة المغربية في المسيرة الخضراء علينا استحضار أن تضحية المرأة بحياتها من أجل قضايا وطنها الكبرى هي من الأمور الطبيعية، وقد تأتى ذلك بعد اندماجها في الحركات الوطنية وتفاعلها معها وقيامها بدور بارز في الانعطافات الوطنية التي مر بها المغرب، كدورها في مقاومة الاستعمار، ومشاركتها  في المسيرة الخضراء، بنسبة عشرة في المائة من مجموع المشاركين، كانت مشاركة فعالة  ومتميزة في هذه الملحمة التاريخية بجانب صنوها الرجل، الشيء الذي جعلها تكون في مقدمة المتطوعين لتحرير الصحراء المغربية من الاستعمار الإسباني. والمثير في الأمر أن المرأة الحامل لم  تتخلف عن المشاركة أيضا.. فمنهن من فجاءهن المخاض وهن يؤدين واجبهن الوطني إحداهن اختارت لمولودها إسم “مسيرة” لتبقى لها أجمل ذكرى تحتفظ بها على  مر العصور. فأي تعبير راق هذا عن الحس الوطني الذي يجعل امرأة في شهرها التاسع تشارك في مسيرة لتحرير الأقاليم الصحراوية من براثن المستعمر؟
ومن ضمن النساء اللائي كن في الصفوف الأولى وتركن بصماتهن في النضال الوطني التطوعي، وأصبحن رمزا من رموز المرأة المغربية في جل المجالات نذكر على سبيل المثال لا الحصر السيدة ميلودة بيسكوس والسيدة مقتاني السعدية التي كانت أصغر مشاركة وشحها جلالة المغفور له الحسن الثاني بوسام ملكي فور رجوعها وذلك بالقصر الملكي بالدار البيضاء، والمناضلة الفاعلة الجمعوية السيدة لالة السعدية نعيم العلوي والسيدة فاطمة الذهبي العضوة المؤسسة للاتحاد الوطني لنساء المغرب بتعيين من جلالة المغفور له الحسن الثاني والتي لازالت تحمل مشعل العمل الجمعوي لحدود الساعة بالرغم من أنها بلغت من السن عتيا، فتحية إجلال وتقدير للمرأة المغربية المواطنة الحرة الأبية التي لا تكل ولا تمل من العطاء من أجل وطنها.
وربطا للماضي بالحاضر والمستقبل، وسيرا على نهج أسلافه المنعمين يواصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مسيرة البناء، بعد مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة، مؤكدا في العديد من المناسبات على عدم التفريط في أي شبر من تراب أقاليمنا الصحراوية التي تشكل جزء لا يتجزأ من تراب المملكة، وهو ما أكد عليه جلالته في الخطاب السامي الذي ألقاه في زيارته التاريخية لمدينة العيون في مارس 2002 حيث قال “إن حفيد جلالة الملك المحرر محمد الخامس ووارث سره جلالة الملك الموحد الحسن الثاني قدس الله روحيهما والمؤتمن دستوريا على وحدة المغرب، ليعلن باسمه وباسم جميع المواطنين أن المغرب لن يتنازل عن شبر واحد من تراب صحرائه غير القابل للتصرف أو التقسيم”، ولعل الإنجازات التي تلت هدا الخطاب لخير معبر عن مدى عزم صاحب الجلالة الملك محمد السادس على استكمال ما بدأه جلالة المغفور له الحسن الثاني حول القضية الوطنية والتي تعتبر قضيتنا جميعا وهي أمانة في عنق كل مغربي ومغربية إلى يوم الدين.

 

فرصة للممارسة  واخراج الحس الوطني

حين كنا شباب خلال السبعينات من القرن الماضي  ، سمعنا عن  رجال المقاومة المغربية الأاشاوس  الدين كانوا بالنسبة لنا رموزا لن تموت او تنسى وعلى سبيل الدكر لا الحصر  الزرقطوني وعلال بن عبد الله ورحال المسكيني  ابراهيم الروداني الخ

وتأسفنا خلال الستينا والسبعينات لكون سننا لم يسمح لنا من المشاركة في الفداء والكفاح الوطني لتحرير المغرب …

لكن المغفةر له الحسن التاني أعطانا فرصة  لنساهم في التحرير والفداء  عبر المسيرة الخضراء النظفرة

فإدا كان الجيل الاول قد ساهم  تلبية نداء محمد الخامس  في تحرير اوروبا من الفاشية والنازية ، تم المساهمة في مقاومة الاستعمار الفرنسي  فان الجيل التاني قد ساهم في استكمال الوحدة الترابية  باقاليمنا الجنوبية  ، وهي فرصة تاريخية قدمها لنا  جلالة الملك الحسن التاني رحمه الله

وقبل ان اختم اقول ان الملك محمد السادس   يقدم الان  فرصة للجبل التالت  في إرصاء قةاعد الديمقراطية وبناء المغرب الحديث  المغرب الجديد  الدي يتطلع للريادة  إفريقيا وعربيا  في المجالات الاقتصادية والصناعية  والعلمية والرياضية

حفظ الله بلدنا من كل مكروه  وادام الله مغربنا وشعبنا موحدا تحتى قيادة الدولة العلوية الشريفة