حان دور المجتمع المدني ليكون مستعدا للمرحلة القادمة

كورونا كوفيد 19 يقتل نصف مليون ويطمع في غزو العالم

حان دور المجتمع المدني ليكون مستعدا للمرحلة القادمة

كتبت مديحة ملاس
باحتة في الشؤون الإجتماعية

من الصين الى الولايات المتحدة مرورا بأوروبا ونزولا الى الشرق الأوسط فإفريقيا لازالت طاحونة كورونا تسجل قتلاها والعدد نصف مليون من السكان , لاتفرق فيه بين صغير الشأن وكبير القوم , الإقتصاد العالمي أوشك على الإنهيار والعملات العظمى نزلت الى قعر المحيط نزول الصخر , والسياسة لم تعد تحكم ولا القرارات اليوم تنفذ , كل الدول حصنت حدودها وعادت الأسلاك الكهربائية وخطوط الإتصال هي الرابط بين المحاصرين في بيوتهم , وحتى الطواقم الطبية صارت تسقط بجانب المصابين لم تعد للعالم أية حصانة من هذا القاتل الذي انسل من قنينات مختبرات التجارب ليحكم العالم بل ليصدر قرارات الموت دون استىناف , هي نهاية مقدمة للموت البشري وعودة لنطقة الصفر في كل شيء .
بدأت في الصين ولاندري كيف وصلت الى آخر نقطة في الضفة الأخرى من العالم , فهل سينفعنا الحجر الصحي وإلى متى ? وهل نحن الشعوب المغلوبة على أمرها قادرين على مقاومة هذا الحجر الصحي وبأية آليات اقتصادية , أمريكا اليوم تخصص تريليونات الدولار لشعبها المعتقل داخل البيوت والفنادق , وفرنسا حولت احتياطها من المال لسد نفقات التعويضات والإحتياجات الغذائية والدواء , ألمانيا بدأت تعد العدة لإغلاق المدن والمحلات والتكفل بالمواطنين داخل محلات الحجر الصحي , ودول أخرى أخرجت ما تدخره من مال ومؤونة للإنفاق على مواطنيها , ونحن هل ستظل مقاومتنا صاحية وهل جميع المواطنين سيقاومون هذا الحجر الصحي بأكياس الدقيق والزيت والشاي والسكر ? وكيف سيواجه فقراؤنا الأيام العصيبة القادمة ? وهل ستبقى حكومة العثماني يقظة أمام صيحات المواطن الذي بدأ يخرج من جلده وقد يفضل الإصابة خارج بيته على الموت جوعا هو وأسرته , فعلا لانملك المعدات والآليات لمواجهة هذا التحدي , ولانملك استراتيجية فضلى لاحتواء هذه الأزمة لأن مخزوننا من الغذاء قد لايكفي والموارد البشرية التي قد تساعد في امتصاص الأزمة تبدو هزيلة أمام ما نرى اليوم يدور في العالم , وليس أمامنا إلا أن نجند القطاع الخاص والمجتمع المدني الذي يمكن أن يضحي ويضم يده الى الحكومة التي بدأت ترتعش من هول الكارثة وما قد تفاجئها الأيام القادمة , ففي مثل هذه الأزمات التي تشبه الحروب التي عاشها العالم لعب المجتمع المدني دورا إنسانيا كبيرا في دعم دول التحالفات الى جانب الجيش , وخلال الحرب العالمية الثانية كان للمجتمع المدني دور في انتصار الحلفاء ليس بالسلاح ولكن بالدور الإجتماعي والميداني والطبي والتكافلي داخل المدن وحتى في ساحات المعركة , المجتمع المدني لعب دور الجندي المعنوي وتحول الى مسعف وطبيب وجراح وميكانيكي وطباخ وكهربائي , تحول الشعب الى ورش كبير لدعم الجيش ورفع معنوياته حتى انتهت الحرب , وبعدها انتقل مباشرة الى آلات للبناء والتشييد ورسم بصمات جليلة في إعادة إعمار ما هدمته الآلة الهتليرية الكاسحة .
اذن اليوم نحن مطالبون بالتحضير للمرحلة العصيبة القادمة بتجنيد فعاليات المجتمع دات الكفاءة والوعي الوطني لتكون الى جانب الشعب والحكومة والملك , حتى لاتكل سواعد رجال الأمن والسلطة وحتى تعرف الحكومة المغربية على أن هذا الشعب واع بالمسؤولية وأنه هو الجندي المدني الذي إن دعي الى الحرب فقد يكون لها وأهلا بها .