العديد من الأصوات التي عبرت عن انزعاجها من زيارة العريفي للبلاد

النهضة الدولية – هسبريس

لا تزال المواقف وردود الأفعال تتوالى إزاء دعوة الشيخ محمد العريفي إلى المغرب لإلقاء محاضرة دينية في رحاب حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، قبل أن يعدل عنها الداعية السعودي لأسباب تتعلق حسبه بالحرص على حفظ النظام العام.

وفيما توافقت العديد من الأصوات التي عبرت عن انزعاجها من زيارة العريفي للبلاد، بدعوى أنه يحمل فكرا متطرفا ويدعو إلى الالتحاق بمعسكرات “داعش”، وارتياحها بعد إعلانه إرجاء زيارته، ظهرت أصوات مخالفة تؤكد على حق هذا الداعية في زيارة المملكة، معتبرة أن منعه والتحريض ضده يعد “إرهابا فكريا”.

أحد الأصوات التي دافعت عن حق العريفي في زيارة البلاد لإلقاء محاضرته الناشط الحقوقي خالد الشرقاوي السموني، الذي قال لهسبريس إنه “تفاجأ لحجم الحملة التي قادتها فعاليات سياسية وجمعوية لمنع العريفي من دخول البلاد، بحجة آرائه التي وصفوها بـالظلامية”.

وأبدى السموني استغرابه من “معارضة البعض لزيارة العريفي، بدعوى أنه سيحاضر في قاعة المهدي بن البركة، أحد رموز التحرير، وأيضا لتزامن تاريخ الندوة مع ذكرى اختطاف واغتيال هذا الزعيم المغربي”، مبرزا أن تلك الدعوات “إرهاب فكري وانتهاك لحرية التعبير”.

وشدد المتحدث على أنه “إذا كنا نختلف مع هذا الشخص فكريا، فأحسن وسيلة للرد عليه هي أن نقابل فكره بفكر آخر، وليس بالإجراءات التحكمية”، موضحا أن “المغرب بلد الاختلاف في ظل الوحدة، وبلد التنوع، يتعايش فيه الإنسان العربي والأمازيغي والحساني واليهودي، منذ قرون خلت”.

وتساءل الناشط الحقوقي: “من يستطيع الآن منع أميناتو حيدر من الدخول إلى المغرب، وهي خلال هذه الأيام تصول وتجول في أوروبا لمعاداة القضية الوطنية، وإقناع حكومات الدول الاسكندينافية بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية، وحق البوليساريو في تقرير مصيره؟”.

وخاطب السموني المحرضين على منع العريفي من دخول المغرب قائلا: “هل نسيتم أن قضية الوحدة الترابية قضية مقدسة، قدم المغاربة من أجلها مئات الشهداء على رمال الصحراء المترامية؛ وساهمنا من جيوبنا في صندوق التضامن من أجل الأقاليم الصحراوية؛ أليس من باب الوفاء لشهداء الصحراء أن نقف ضد هؤلاء المرتزقة داخل المغرب وخارجه؟”.

وتابع السموني أن أعضاء عدد من “الفعاليات السياسية والحقوقية التي دعت إلى منع دخول العريفي إلى التراب الوطني لدعاوى كثيرة، يعرفون الحقيقة، لكنهم يلتزمون الصمت حتى لا يقال إنهم ضد حرية التعبير”، قبل أن يخلص إلى القول: “هل أميناتو حيدر لها الحق في التعبير، ومحمد العريفي ممنوع؟”.