فعالية الإعلام غير المحترف أمام الإعلام الرسمي في صناعة الرأي العام حول قضية التعليم

فعالية الإعلام غير المحترف أمام الإعلام الرسمي في صناعة الرأي العام حول قضية التعليم

محمد اعويفية

كل الإضطرابات التي عاشتها البلاد في عهد الحكومة الحالية المُشكّلة على أنقاض حزب العدالة والتنمية بعد هزيمة مدوية لم يستسغها لحد الساعة رئيس أمانته عبدالإله بن كيران الذي يُرد له دون غيره ما آلت إليه الأوضاع اليوم ، وما انفجارها على التوالي إلا تحصيل حاصل لما قام به “الزعيم ” المبجل، من إجراءات استجدائية لعطف ما كان مشتهى و تبخر، مست بشكل مؤلم المجتمع بأكمله إذ ضربت قطاعات كثيرة كان آخرها قطاع التعليم الذي يعرف اليوم إضرابات لا يمكن توقع نهايتها أمام إصرار الشغيلة التعليمية التي وقودها الوحدة و الحماسة ،و تعنث رئيس الحكومة وتحالفه الثلاثي في إيجاد حل نهائي لها. كل هذه الإضطرابات كشفت بالواضح أن الصحف والقنوات التلفزية والمحطات الإذاعية الرسمية لم تعد الملجأ والملاذ الوحيد للمواطن للبحث عن بناء رأي مستقل له ،وتفحص كل ما يحيط به من مواقف تجاه أي قضية راهنة تهمه، تشغل باله، وتستحوذ على اهتمامه الكامل .

اليوم ، كل الناس تبحث عن المعلومة التي يتداولها غير المحترفين و أصحاب الفطرة في الإعلام وصناعته، ربما بسبب وفرة الوسائط أو ربما -وهذا هو الغالب- بسبب الصورة التي بُنيت عبر مراحل طويلة حول الإعلام الرسمي على اعتبار أنه زيف في الكثير من الأحيان كل بضاعة يحتاجها هؤلاء الناس، فكان بمثابة الأداة الأولى الفعالة لتشويه السمعة والتلاعب بالرأي العام وتضليله، إلا أنه لم تعد له القدرة على ذلك خصوصا في قضية التعليم ،قضية الساعة التي تهم شريحة واسعة من المجتمع فلأهميتها حاول عبثا هذا الإعلام تقوية الجهة التي تقف وراء إثارتها بما يخدم أهدافها التي تبتغي تحقيقها، وتريد من الراي العام بعد تشكيله طوعا التفاعل معها، و هنا بالذات نقف جميعا أمام مشهد إعلامي يجب الإقرار بأنه زائف مزيف خاضع لهيمنة الحكومة وسلطتها ، ينكر الحقيقة ويطمسها .

بعد تغلغله وامتداده في النسيج الإجتماعي، و المعجزات والتحولات الكبرى التي يعيشها الإعلام البديل كقوة حقيقية معبرة بعفوية عما يقع ، لها دون شك تأثيرها الإيجابي الذي يخدم التغيير والإصلاح ، المؤسس على صناعة رأي عام قوي يخاطَب فيه العقل والوجدان معا بالمنطق والحكمة والثقة قبلهما، لإقناعه وتعميق الحس النقدي لديه كما قال ذلك الفيلسوف أرسطو.