العديد من الدول الاسلامية تحتفل بعيد المولد النبوي الشريف

احتفلت مساء أمس الأربعاء العديد من الدول الإسلامية والجماعات والفرق الدينية بذكرى المولد النبوي

الشريف الذي يصادف يوم 12 ربيع الأول من كل عام هجري. وتنوعت مظاهر الاحتفال حسب تقاليد كل بلد في إحياء هذه الذكرى.

ففي مصر احتشد الآلاف من أتباع الطرق الصوفية في موكب انطلق من مسجد سيدي صالح الجعفري بمنطقة الدرّاسة، مرورًا بشارع الأزهر وصولاً إلى مسجد الحسين. وحمل المحتشدون رايات تحمل أسماء الطرق الصوفية، على غرار الحمدية والشاذلية والعزمية والرفاعية وغيرها.

ويمثل المولد النبوي الشريف مناسبة وقيمة دينية واجتماعية ترتبط بعادات وتقاليد الكثير من المصريين, حيث يتمسكون بعاداتهم لإحياء هذه المناسبة. ومن جانبها قالت دار الإفتاء المصرية إن الاحتفال بالمدائح النبوية والقصائد الزهدية “لا حرج فيه، طالما خلا مما ينافي الشرع”.

وفي بيروت احتفل أكثر من مئة طفل وطفلة بذكرى المولد النبوي، حيث حملوا البالونات الملونة وارتدوا أزياء مختلفة، وأنشدوا “طلع البدر علينا” على وقع موسيقى فرقة كشفية.

قراءة الهمزية في جامع الزيتونة بتونس العتيقة (الأناضول)

وانطلقت مسيرة في المجمع التجاري المفتوح “أسواق بيروت”، وحمل بعض الأهالي أطفالهم على أكتافهم في المسيرة التي جابت أزقة السوق، وارتدت بعض الفتيات الصغيرات زيًا أحمر على شكل وردة، بينما ارتدى آخرون أزياء تقليدية لبنانية مع الطربوش الذي يعد من التراث، وارتدى فريق ثالث قمصانًا عليها رسم قلبٍ مكتوب بداخله عبارة “محمد رسالة للحياة”.

وفي صنعاء توافد آلاف اليمنيين على الملعب الرياضي الرئيسي في العاصمة احتفالا بالمولد النبوي الشريف، وسط إجراءات أمنية مشددة. ورددت الحشود الهتافات وهي تلوح بالأعلام وتحمل لافتات كتب عليها اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي تونس توافد المئات إلى جامع الزيتونة في مدينة تونس العتيقة لحضور موكب قراءة متن “الهمزية” في مدح الرسول الكريم للإمام شرف الدين محمد البوصيري.

وتُقرأ الهمزية في إنشاد جماعي حيث يتزود كل شخص بنسخة من القصيدة من مكتبات عتيقة قريبة من جامع الزيتونة، بينما يحفظها أئمة الزيتونة عن ظهر قلب.

وككل عام تتجه الأنظار بمناسبة المولد النبوي الشريف إلى مدينة القيروان في الوسط التونسي حيث يتحوّل مقام “أبي زمعة البلوي” إلى مزار للوافدين والسكان المحليين, وتتلى السيرة النبوية في مسجد عقبة بن نافع أحد أقدم المعالم الإسلامية في تونس وشمال أفريقيا.

وفي المغرب اختار سكان مدينة سلا قرب العاصمة الرباط أن يحتفلوا بذكرى المولد النبوي بتنظيم “موكب الشموع”، كعادتهم منذ مئات السنين.

إضافات 5
الاحتفال بالمولد النبوي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (لأناضول)

وانطلق الموكب من ضريح زاوية مولاي عبد الله بن حسون في المدينة العتيقة لسلا يتقدمه الحسونيون، مرورًا بوسط المدينة القديمة، ووصولا إلى ساحة الشهداء (المعروفة بباب بوحاجة)، ليعود الموكب من مسار آخر عبر أسوار المدينة القديمة إلى مقر الزاوية، حيث تعلق هذه الشموع في جنباتها.

وفي إثيوبيا نظم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالعاصمة أديس أبابا، احتفالا في مسجد “أنوار” أكبر مساجد العاصمة بحضور ممثلين عن المجلس والجماعات الدينية وعدد من أعضاء البعثات الأجنبية.

وتعود احتفالات الإثيوبيين بمناسبة ذكرى المولد النبوي إلى هجرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة، ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في الدولة.

تجدر الإشارة إلى أن بعض الدول والجماعات الإسلامية تعارض الاحتفال بذكرى المولد النبوي وتعتبره مخالفا للسنة النبوية, بينما ترى دول وجماعات أخرى ألا حرج في هذه الاحتفالات ما دامت لا تتضمن ما يتعارض مع الشرع، ولا تعطل مصالح الناس